العنوان:

الأبعاد التداولية وأثرها في تحديد المعنى عند ابن الأثير في كتابه: المثل السائر

المؤلف:

غزلاني, اسامة

الشهادة:

دكتوراه

السنة:

2024

اللغة:

العربية

الجامعة:

جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة

حظي المعنى بعناية التداوليين في العصر الحديث، واعتبروا فهمه هو السبيل الوحيد لتحقيق تواصل ناجح وفعّال، وهو فهم الواقع والإنسان وطريقة تفكيره، وما يريد تبليغه لسامعه، وقد وقف سيرل في فلسفته اللغوية عند معاني العبارات، وأغراضها التواصلية المختلفة؛ من إخباريات وتوجيهيات وإلزاميات وتعبيريات وإيقاعيات، وميّز بين المعاني المباشرة وغير المباشرة، كما ميّز صاحب نظرية الاستلزام التخاطبي غرايس بين نوعين من العبارات: عبارات ذات معاني وضعية (طبيعية) وعبارات معانيها مستلزمة مقاميا، ووضَعَ لهذه الأخيرة مجموعة من القواعد التي تفسّر خروج المعاني عن دلالتها الحرفية؛ لتدلّ على معانٍ أخرى تُدرك من السياق. واستقطب المعنى أيضا اهتمام علماء الحجاج فسعوا إلى تقصّي دلالات العبارات اللغوية، وبيان غاياتها الحجاجية، وآثارها النفسية في المتلقّي. كما شغل المعنى بال البلاغيين العرب، وقد سعت هذه الدراسة للكشف عن نقاط التلاقي بين تصور أصحاب النظرية التداولية للمعنى الخطابي وطريقة معالجتهم له، وبين رؤية ابن الأثير للمعاني البلاغية الإبلاغية وكيفية دراسته لها، في كتابه: المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر؛ الذي يمثّل خلاصة ما توصّلت إليه البلاغة العربية. وقد حاول البحث الكشف عن أصول النظرية التداولية في هذا الكتاب؛ من خلال التنقيب عن أربعة أبعاد تداولية: البعد التداولي الأول: تمثّل في نظرية أفعال الكلام؛ فقد احتوى المثل السائر على الأصناف الكلامية الخمسة التي وضعها سيرل، وقد ظهر من خلال هذه الدراسة أنّ تفسير ابن الأثير للأغراض الخطابية المدرجة تحت هذه الأصناف كان تفسيرا تداوليا بامتياز؛ راعى فيه مقصود المتكلم، وحال السامع، وظروف الخطاب، ووقف عند غاياتها الإبلاغية والإنجازية والحجاجية. البعد التداولي الثاني: هو الأفعال الكلامية غير المباشرة (ظاهرة الاستلزام التخاطبي) في الصور البيانية (الكناية، الاستعارة والتشبيه)، وعمدة ابن الأثير في تحليله لهذه الأفعال المجازية هو السياق المقامي، كما تعدّ هذه الصور البيانية من مظاهر الاستلزام التخاطبي؛ ذلك أنّ المتلفّظ بما ينتهك مبدأ الكيفية، ولا يلتزم بقاعدة الوضوح. البعد التداولي الثالث: الافتراض المسبق، والاستلزام التخاطبي في الأساليب البلاغية؛ التي تجلّى في تحليل ابن الأثير لها مفهوم القصدية -الذي اهتم به المنظرون التداولية-، كما برز مفهوم الافتراض المسبق عند ابن الأثير في معالجته لأسلوب الحذف، والذي يعدّ أيضا خرقا لقاعدة الكم، وأما التقديم والتأخير والالتفات فتُخرَقُ فيهما قاعدة الكيفية. البعد التداولي الرابع: الحجاج، فقد عرّج البحث على القوى الحجاجية للصور البيانية، وبانت فيه الوظائف الإقناعية للأساليب البلاغية المختلفة عند ابن الأثير، وتم جمعُ النقاط المشتركة بينه وبين بيرلمان وديكرو. الكلمات المفتاحية: التداولية، المعنى، ابن الأثير، المثل السائر، أفعال الكلام، الافتراض المسبق، الاستلزام التخاطبي، الحجاج.

ابحث في المكتبة

أبحاث ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *