بلاغة الصورة السردية في القصة النسوية الجزائرية القصيرة جدا

وهذه الدراسة التي أتت معنونة بـ “بلاغة الصورة السردية في القصة النسوية الجزائرية القصيرة جدا”، ماهي إلا نقطة من بحر البلاغة وإن كانت تتسم بالجدة والحداثة، فهي تكملة وتوضيح لبعض القضايا التي أهملها النقد الحديث في مجال الصورة والدراسات السردية. وإن كان الاهتمام بمجال الصورة يعود إلى بداية البلاغة والنقد، إلا أن اهتمام النقاد بها ضمن جنس السرد أتى حديثا مع ستيفن أولمان، وجماعة مو، التي رأت أن السرد مايزال يدرس دراسة إيديولوجية بعيدة عن لغة النص ومكنوناته الفنية. غير أن هذه الدراسات لم تتسم بالجدة والحداثة برغم جدة الطرح؛ إذ اعتمدت البلاغة الكلاسيكية أو الصور الفنية التي تعد من سمات الشعر، والتي لا تتوافق مع السرد الذي يعتمد اللغة التقريرية.ومن البلاغة الكلاسيكية إلى بلاغة الحجاج التي يرى فيها شارل بيرلمان ومحمد مشبال البديل الأمثل لدراسة الصورة في السرد، غير أن هذا وإن ساهم بجانب مهم في الدراسات السردية إلا أنه يبتعد عن خصوصية السرد. وفي الأخير بعد الدراسة والبحث كانت البلاغة الموسعة التي تعود بداياتها لأرسطو والتي طورها كل من جيرار جنيت ومحمد أنقار لتكون البديل للمناهج النقدية في دراسة النصوص السردية من خلال مكونات السرد وسماته، إلا أن بنية النص لا تكفي في تحديد بلاغة النص، فللغة جمالياتها وتداوليتها، لذلك أتت هذه الدراسة مزجا بين البلاغات بلاغة الصورة بصفتها الموسعة معتمدة، بعديها الإمتاعي والإقناعي مع الخصائص البنيوية للنص دون نسيان ما للصورة البصرية من أهمية في تشكيل النصوص السردية. ووفق هذا تمت دراسة نصوص القصة القصيرة جدا في السرد النسوي الجزائري من خلال تشكيل مكونات وسمات النص السردي انطلاقا من الصور الجزئية إلى الصورة الكلية للنص، معتمدين على بلاغة الصور الفنية من استعارات ومجازات في تشكيل شخصيات وزمان ومكان الومضة، ومن خلال الصور الحداثية التي تمثلت في سماتها من خلال المفارقة والتناص، الرمز والعجائبية والميتاسردية التي تحمل في طياتها بعدين إمتاعي وإقناعي. دون نسيان مقاصد القاصة وتأثيرها في المتلقي من خلال الصور الكلية للنص التي تعبر عن واقعه وتؤدي وظائف معرفية إقناعية وجمالية.