العنوان:

الأمن النفسي وفاعلية الذات لدى ضحايا التنمر المدرسي “دراسة ميدانية ببعض ثانويات مدينة بريكة”

المؤلف:

بولحية, ميادة

الجامعة

جامعة محمد خيضر بسكرة

السنة:

2024

اللغة:

العربية

الشهادة:

دكتوراه

نوع الملف:

PDF

تعتبر البيئة المدرسية ثاني بيئة يلتحق بها الفرد بعد بيئته الأسرية، حيث أنه يقضي جل وقته فيها فيتأثر بما يدور في محيطها سواء من ناحية نموه و شخصيته و سلوكاته أو من ناحية مردوده و تحصيله الدراسي، فهي بذلك لها بالغ الأثر في تنشئة الطفل و نموه نفسيا و اجتماعيا و تربويا، فالبيئة المدرسية بمكوناتها و عناصرها كما يدركها التلميذ تمثل إما مصدر أمان و اشباع لمختلف حاجاته سواء منها المتعلقة بذاته و شخصه أو تلك المتعلقة بالجانب الأكاديمي و التحصيلي لديه أو العكس، و هذا يتوقف على كيفية إدراكه لها و الذي يرتبط هو الآخر بمدى توفير هذه البيئة لمختلف الظروف المادية و المعنوية، و لمختلف العلاقات التي يكونها داخل هذا المحيط ،والتي تنشأ في إطار تحقيق التوافق النفسي والدراسي والإجتماعي، وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى أن التلميذ إذا لم ينجح في تحقيق هذا التوافق فإنه يمكن أن يختبر شعورا بالضغط و القلق و بالتالي عدم الإحساس بالطمأنينة و الأمن في بيئته المدرسية التي ينبغي أن يتوفر فيها الجو المناسب لشعور التلميذ بالأمن النفسي، و في هذا السياق ذكر تقرير شبكة دعم المعلم و المركز البريطاني للبيئة المدرسية أنه “من أجل تعلم الأطفال بشكل أفضل و أكثر فعالية، و من أجل أن تصبح عملية التعلم ذات معنى، فإن الأطفال بحاجة إلى الشعور بالأمان و الأمن و الراحة في بيئة التعلم”، فالأمن النفسي يعتبر من أهم مقومات الحياة التي يتطلع إليها الإنسان في كل زمان و مكان و في كل المراحل العمرية، فهو حالة تمكن الفرد من الشعور بالاستقرار و تضمن له اشباع حاجاته و رغباته التي سعى إلى إشباعها، و يرى ماسلو (1988) أن إشباع الحاجة إلى الأمن النفسي و شعور الفرد بالأمن يدفعه إلى البحث عن اشباع الحاجات الاجتماعية و النفسية الأخرى، كما يرى أن هناك ثلاثة أبعاد للأمن النفسي و هي شعور الفرد بالانتماء و احساسه بأن له مكانة في الجماعة و شعوره بالطمأنينة و السلام و ندرة الشعور بالخطر و التهديد و القلق، و شعوره بأنه محبوب و مقبول و أن الناس ينظرون إليه و يعاملونه بدفء و مودة، وهذا ما قد يعكره أي نوع من السلوكات غير المرغوبة التي قد يصادفها المتعلم في بيئته المدرسية، ويمكن الحديث هنا عن ظاهرة انتشرت بشكل واسع في المدارس وهي “التنمر” ،ويعد التنمر المدرسي بما يحمله من عدوان تجاه الآخرين من المشكلات التي لها آثار سلبية بشكل خاص على ضحية التنمر وكذا على البيئة المدرسية والتي تصبح تشكل مصدر قلق وحوف لديه ومصدر عدم أمان، إذ يؤثر التنمر على البناء الأمني والنفسي والإجتماعي للمجتمع المدرسي، وبالحديث عن الأمن النفسي يمكن القول أنه حالة من الاحساس بالطمأنينة و الشعور بالاستقرار و التوازن الناتج عن طريقة إدراك الفرد لطبيعة البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها و لطبيعة التفاعلات و العلاقات التي يمر بها خلال هذه البيئة، فإن أدرك الفرد بيئته الاجتماعية على أنها مهددة و مخيفة يقل لديه مستوى الشعور بالأمن و في المقابل إن أدرك البيئة بطريقة إيجابية و آمنة زاد إحساسه بالأمن النفسي. من هذا المنطلق يمكن القول أن البيئة المدرسية باعتبارها المؤسسة الاجتماعية الثانية بعد الأسرة التي ينشأ فيها الفرد و تعتبر امتدادا لها ينبغي أن تشعره بالارتياح و تعزز علاقاته الاجتماعية مع زملائه من جهة و مع المعلمين و باقي الأفراد من جهة أخرى، كما تعزز مشاعر الانتماء لها و الاحساس بالأمن عامة و الأمن النفسي خاصة داخلها و ذلك لا يتأتّى إلا من خلال إدراكه لبيئته المدرسية إدراكا سليما، وذلك بمونها بيئة خالية من مختلف أشكال السلوك العدواني كسلوك التنمر والذي يتشكل لدى المتعرض له إحساس بعدم الأمن والخوف والقلق، ما يجعله يدرك بيئته المدرسية على أنها مصدر تهديد وخوف، و انطلاقا من ذلك تأتي هذه الدراسة للكشف عن العلاقة بين إدراك التلميذ المتعرض للتنمر للبيئة المدرسية و شعوره بالأمن النفسي، و عليه يمكن صياغة إشكالية البحث في التساؤلات التالية : 1. كيف يدرك التلميذ المتعرض للتنمر بيئته المدرسية ؟ 2. ما مستوى الشعور بالأمن النفسي لدى التلميذ المتعرض للتنمر ؟ 3. هل توجد علاقة ارتباطية بين إدراك التلميذ المتعرض للتنمر للبيئة المدرسية و الشعور بالأمن النفسي لديه ؟

ابحث في المكتبة

أبحاث ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *